الأحد، 27 سبتمبر 2009

(( بن فريد .. لابد من عصيد ))) بقلم بوعمر:

(( بن فريد .. لابد من عصيد ))) بقلم بوعمر:
صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها صبر - SBR
الخميس, 24 سبتمبر 2009 05:03
مقدمة :
" والكارثة الأكبر ان هذا ( الفعل غير الأخلاقي ) ينتج عنه إذابة مكونات سياسية وطنية دون ان تعلم " ـ الأستاذ / أحمد عمر بن فريد ـ


هل سيبصر الإكفاء بعدما خاض الأستاذ أحمد بن فريد في البحر العميق المتلاطمة أمواجه ..؟؟ تساؤل جدير بأن يطرح على خلفية المقالة المنشورة بتاريخ 24/9/2009م ، والتي نعتقد بأنها أفضل معايدة على الإطلاق تلقتها القيادة السياسية الجنوبية ومن خلفها حشود لا تعرف في حضورها غير التصفيق والصفير ، فمن كان يهلل ويصفق لخطوات الدمج [ القسري ] يبدو وأنه سيلطم وجهه بعدما كشف بن فريد وجهاً ديمقراطياً لطالما غيب قسراً ...

بدت المرحلة الماضية ولكأن فريق ناشط جنوبي عربي يرفض الانسجام مع الأفكار العتيقة التي تسببت في تشتيت الجنوب العربي وأدخله في غيبوبة طويلة بدأت من الثلاثين من نوفمبر 1967م ، ذلكم الفريق الذي شذ عن طوق بقية الفرقاء لم يتسامح ويتصالح مع الآخرين تحت شمس الثالث عشر من يناير 2007م بمقدار ما هو تصالح وتسامح فعلياً وواقعياً مع الوطن الجنوبي العربي على أساس أنه المرجعية الأولى ، والمرجعية الأكيدة لحضور هذا الوطن الجنوبي العربي ...

كان لظهور الرئيس علي سالم البيض في الحادي والعشرين من مايو 2009م تبعات بين ميراث الإقصاء المعمول به على الرغم من غياب صاحب الظهور خمسة عشر عاماً ، إلا أن مفاهيم الإقصاء ورفض الآخر هي منهجية نعلم يقيناً أنها تحتاج لجرأة غير مألوفة للتخلي عن نطاقاتها ، وكان معلوماً منذ يوم الخطاب التاريخي أن الاستقطابات السياسية ستشكل عنواناً عريضاً ستفقد الحراك السلمي كثيراً من توهجه ، إلا أن جوهره سيبقى محفوظاً ...

ما مارسه ما سمي ( مجلس قيادة الثورة ) من محاولات الدمج للمكونات السياسية تحت قيادته يعد أمراً لا يمكن تصنيفه بغير مرجعيته التاريخية والفكرية العائدة إلى فلسفية الحزب الواحد ، هذه النمطية لم تغب عن الحضور الجديد لأن الفكرة القديمة ماتزال ممسكة بأطراف القادة وحتى بالناشطين الجدد الباحثين عن استقلال كيفما يكون ، استقلالاً مبصراً أو كفيفاً فالمسألة لديهم سيان المهم أن يكون استقلالاً ولو خرج مشوهاً ...

عندما كان العالم العربي يحركه الخطابات الرنانة ، وعندما كانت العقول مخدرة تحت الشعارات والرايات والأهداف العائمة كان من الممكن تسيير أحوال الدول والشعوب بكيفية الدمج والحصر والأخذ برأي الفرد وسحل وقتل ومطاردة وتأميم المعاكس للرأي ، هذه كانت مرحلة ولت وانتهت ، وصفحة طويت من عالم الألفية الثالثة الذي يبحث في توسيع المشاركات للأفراد والجماعات والتكتلات حتى وإن خالفت وعارضت ...

إذن مازالت القيادة السياسية تؤمن بما تسميه توحيد الصفوف تحت رأيها ، بالرغم من أن القيادة السياسية تعلم أن واحدة من أهم التجارب العربية فشلت في هكذا أسلوب سياسي ، فالفصائل الفلسطينية التي تتصارع اليوم فان جزء من صراعها هو هذه العملية السمجة من إجبار جميع الفصائل الفلسطينية لتنخرط تحت قيادة واحدة مخولة بكل شيء هي حركة التحرير الفلسطينية التي أعتمدت في يناير 1965م كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ، حصر الكل في إطار واحد على الرغم من الدولة تحت بند النضال هو ما أوصل القضية الفلسطينية إلى حالها المعاش ...

كلنا ننشد الاستقلال ، والجميع يمكن أن ينتخبوا الرئيس علي سالم البيض رئيساً ، ولو بغالب التصويت ، المهم أن على القيادة السياسية أن تقتنع أن للجميع حق في النضال السياسي ، وما على القيادة السياسية إلا أن تكون قائدة لكل المكونات والأطياف ، الكل فلا هذا قريب ولا هذا بعيد ، الكل عند القيادة السياسية هم يمثلون مشروعاً وطنياً لا يجب أن يجبر أحد من كان للتخلي عن قناعاته المشروعة والذوبان في تحت مجلس قيادة موحد ...

أجزم بأن الأستاذ بن فريد قد جاء في التوقيت الملائم بمضمون مقاله وتأكيداً على ما جاء في أسطره التالية :
" من حق أي فصيل سياسي أن يعمل في الساحة كما يشاء , وان يطرح برنامجه كما يريد , وان يحاول بشتى الطرق والوسائل استقطاب الجماهير إليه حتى وان كنا في غنى عن هذه العطايا الديمقراطية حاليا ... لكنه ليس من حق أحد ان ( يعلن ) شئ و ( يبطن) شئ آخر !! ... أن يظهر أمام الجماهير في إطار سياسي معين في حين انه في جوهر الأمر يجير هذا الإطار الوطني الكبير لخدمة ( حزب ) آخر .. ان يعلن برنامج سياسي في العلن , ويقول انه يتبع قيادة هذا الكيان في حين ان لديه برنامج سياسي آخر ويتبع ( قيادة أخرى ) لا علاقة لها بثورة الجنوب او حراك الجنوب "

هذا المحور الجاد يبدو غنياً جداً بمفاهيم التعاطي مع القضية الجنوبية العربية ، ويبدو محدداً لمفصل دقيق في مفهوم الحراك السلمي الذي بتذويب مكوناته لا يذوب إلا في هامش لم يكن ليكون لو تدارك المعنيين في القيادة السياسية هذا النهج الخطأ ، ولعل ما يتدارك الآن هو فرصة مواتية لكل الناشطين والعاملين وحتى المجتهدين لإعادة استقراء ما يلزم للدفع بالحراك السلمي في الاتجاه السليم ...

*** *** ***

[ ثورة بن فريد ]

في مقالة الأستاذ أحمد بن فريد ورد لفظ ( الثورة ) في عشرة مواضع تقريباً ، كم هذا اللفظ يحمل عند دول الجوار من نفور ، ومن رفض ، قد نفرد أسطراً طويلة متعاقبة في التدليل على توخي المجاورين العرب والعجم للجنوب العربي الكم الهائل من الخشية من لفظ ( الثورة ) ، ونحن ندرك بأن هدف الاستقلال لابد وأن يساهم في تحققه دول الجوار للجنوب العربي من جهة ، وقناعة الدول العظمى بوجود الاحتلال على أرضنا ...

من الحتمي أن نفكر بحضور ذهني كامل عندما نطلق الألفاظ التي تتواكب مع وقائع الميدان ، فالحراك السلمي مازال متوافقاً ومتناغماً مع الواقع الميداني ، فمطلب الاستقلال السياسي مازال في عهدة الحراك السلمي ، ومازالت كل القناعات الحاضرة بوجوب الاستمرار بهذا النهج ، فلماذا يساق لفظ الثورة على ما ليس هو بثورة ..؟؟ ، قد يكون اندفاعاً عاطفياً لابد له أن ( يفرمل ) حتى لا يدعي العدو أننا نرغب بالصوملة مثلاً ، بل الأهم من كل هذا هو سد الثغرات على العدو من هكذا ادعاءات وافتراءات ...

بشيء من ( يقين ) نتحدث بان تصعيد الألفاظ لابد وان ينسجم مع الأحوال في الميدان ، فلندع لـ ( الحراك السلمي ) أن يأخذ أبعاده كلها فكما تجاوز ميلاده علينا أن نتركه يحبو ويقف ويسير بما تمليه الأحوال المحيطة بدون أن ندفعه إلى مرحلة تصعيدية قد لا يتلاءم معها الجهد المبذول ، وهذا رأي نراه مسدد وإن رآه من رآه بأنه يحمل من الإحباط ما يحمل ...




إلى بن فريد :
قد قالتها ( تاج ) من قبل ، وها أنت تقولها من بعد
وإنك على صراط مستقيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صور ضالع الصمود

صور ضالع الصمود
عدن عاصمة الجنوب
Powered By Blogger

بحث هذه المدونة الإلكترونية

قائمة المدونات الإلكترونية

قائمة المدونات الإلكترونية