الأحد، 27 سبتمبر 2009

مكتب الحوثي: توضيح للتباين بين موقفي الحوثيين والسلطة من السلم والحرب والحقوق والواجبات

مكتب الحوثي: توضيح للتباين بين موقفي الحوثيين والسلطة من السلم والحرب والحقوق والواجبات

بسم الله الرحمن الرحيم
اليمن ـ صعدة
27/9/2009م
في الوقت الذي نُصرّ فيه على السلم تصر السلطة على الحرب
وتطلق دعوات الاجتثاث والاستئصال, مصرةً على الحشد والتجييش
للميليشيات والمرتزقة لإشاعة الفتن, مستخدمةً كل أنواع التهم
السياسية والدينية والوطنية في محاولة منها لإباحة القتل
ومصادرة الحقوق.


ما يؤكد أن السلطة مصممة على المضي في الحرب والقوة كمنهج وسياسة لا تعرف
بديلاً عنها, وهي سياسة ليست جديدة طالما اعتمدتها لضرب خصومها وإخضاعهم
واستعبادهم،
ويتذكر أبناء شعبنا اليمني قائمة التصنيفات والاتهامات
(مخرب,انفصالي,إمامي....الخ) التي رافقت كل دورات العنف التي قام بها النظام
الحاكم على طول مراحل حياته .
وإزاء العدوان والممارسات والدعايات المضللة التي تمارس ضدنا لتبرير الحرب،
فإن الحرب والتدمير والاعتقالات للمرة السادسة تشن ضدنا ثقافةً وإنساناً
وحضارة والذي تسميهم السلطة أقلية وشرذمة في إعلامها الرسمي هم أبناء
المحافظات الشمالية ونمثل شريحة كبيرة من أبناء الشعب.
علماً أن المجتمع في اليمن لم يعرف حالة صراع في تاريخه بل تميزت بالتعايش
السلمي والاجتماعي وقبول الآخر, وهو الأمر الذي مازال سائداً حتى اليوم ولم
ينجح التحريض الرسمي المتواصل في تغيير قناعة إخواننا أبناء التوجهات الأخرى
الذين يعانون أيضاً من السياسة الرسمية.
إن الحرب ما جاءت إلا تتويجاً لممارسات الإقصاء والإلغاء والتمييز والتفرقة
الرسمية ضدنا كأمة اجتماعية تصفهم السلطة بالأقلية, متجاوزة الحق الدستوري
والقانوني والإنساني والمواطنة المتساوية ومعايير الكفاءة والتأهيل العلمي
معلية من شأن المحسوبية والفساد, غير مبالية بشكاوانا المتكررة من إبعادنا
ثقافياً وسياسياً وتنموياً, وتهميش وجودنا كمجتمع له حضوره الشعبي الكبير.
ونتعرض لكل أنواع الإبعاد حتى على المستوى الديني كتغيير الخطباء والمؤذنين
وتستورد لنا خطباء متطرفين, وترسلهم إلي مساجدنا للقيام بأدوار التكفير
والتفسيق وبث الفرقة والاختلاف تاركةً مساحة للصراعات الطائفية والمذهبية
ومستغلة أي خلاف سياسي لتحويله إلى صراع مذهبي مقيت موظفة الفتاوى الدينية في
صورة غير أخلاقية تبعث روح التفرقة بين أبناء البلد الواحد، لتكشف أن بقائها
مرهون على التناحر والتصارع بين أبناء المجتمع المتآخي لتغطي على فشلها في
إدارة البلد وتستمر في ذلك.
وتشن اعتقالاتها ضدنا على أساس طائفي وعرقي, وليس على أساس قانوني كما
تؤكده قائمة المعتقلين, بل وبلغ بها الأمر أن تعلن بعد خمس سنوات من الحرب
والقتل والملاحقة والاعتقال نشر أسماء (55) مطلوباً يتصدرهم مرجعية الزيدية
الأكبر وعالمها الأوحد العلامة الكبير السيد / بدر الدين الحوثي (90) عاماً,
دون أي اعتبار لمكانته وعلمه, ولا مباليةً بمشاعر الكثير من محبيه بغير مراعاة
لعمره وحياته التي يعانيها مشرداً وملاحقاً منذ زمن رغم معاناته من المرض.
ونؤكد أننا طالما اعتدي علينا فإن خيارنا سيكون الدفاع عن أنفسنا, لأننا لا
نعتقد أن من وظائف الدولة قتل مواطنيها أو قمعهم إذا احتجوا أو عبروا عن رأيهم
بطريقة سلمية, وما نتعرض له في المحافظات الشمالية ويتعرض له إخواننا في
المحافظات الجنوبية يؤكد ابتعاد ومخالفة السلطة لشروط التعاقد الاجتماعي.
إن مطالبنا ما تزال قائمة ثقافة ومنهجاً وسلوكاً متمسكين بحقنا الدستوري
والقانوني كمواطنين, وحقنا الإنساني, ونناشد أبناء شعبنا اليمني التعامل بوعي
ورفض سياسة السلطة الهادفة لضرب الشعب بالشعب, والإدارة بالحروب والأزمات,
هروبا من التنمية والإصلاحات,وتغطيتها على الفشل، وممارستها التضليل للتغطية
عن انتهاكاتها المختلفة والمتنوعة.
ونحث الأمم المتحدة على إغاثة الضحايا والنازحين, وحماية المدنيين والتحقيق
في ما يتعرض له الأبرياء والنازحين من عدوان وحرب وحصار, وما خلفته من ضحايا
وما وقع من انتهاكات عبر مجازر كثيرة آخرها استهداف النازحين في (مخيم العادي
- مديرية حرف سفيان - محافظة عمران) حيث خلفت ما يزيد عن (80 شهيدا) أغلبهم
نساء وأطفال في صورة وحشية تجردت فيها السلطة عن القيم والإنسانية.
كما نؤكد أن السلطة ظلت تمارس الاعتقالات والاغتيالات طيلة ست سنوات, ولم
تكن حكراً على مناطق المواجهات بل امتدت إلى أكثر من محافظة, لتؤكد طابع
الاستهداف والتمييز الذي تمارسه السلطة اليمنية.
ونؤكد على ضرورة التزامها بالمواثيق الدولية وإلزامها باحترام حقوق وحياة
وخيارات وأراء مواطنيها حتى ولو كانوا أقليات كما تزعم السلطة رسمياً أكثر من
مرة وتصريح، بل إن ذلك يضعها أمام تحمل مسؤولياتها.

المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي
8/ شوال/1430هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صور ضالع الصمود

صور ضالع الصمود
عدن عاصمة الجنوب
Powered By Blogger

بحث هذه المدونة الإلكترونية

قائمة المدونات الإلكترونية

قائمة المدونات الإلكترونية